(2)
بعد سنوات طويلة .. انتابني نفس الإحساس بعذاب الضمير .. ولكني لن ابالي ..
فالسنوات اخفت قليلا من حمرة خدودها واجبرتني على النسيان ..
..........................
اتحسس الآن نظارتي الطبية على عينييً.. ثم أضحك ..
أضحك لاني أتذكر الآن لماذا أنا ضعيف البصر والبصيرة ....
كنت أجلس عادة بعد مغيب الشمس على ناصية البيت ... تبدو لي كل الاشباح انها هي ...
أجبر عيني على معرفة التفاصيل برغم ظلام الليل الحالك ولكن ظني يخيب ....
ثم أجلس من جديد وأنتظر .. يهزم آذان العشاء ارادتي ويكتب استحالة الخروج ...
انهض من مكاني واذهب .. ...
.................................
رفعت بصري فوجدها امام طاولتي بالمكتب ...
يقولون ان السنوات تسرق الق الشباب ولكنهم كذبو ....
حاولت جاهدا ان اخرج الكلمات من فمي ولكني اتلعثم ...

سألتني :
- وإلى الآن ترفض ان تغفر لي ....؟
- غريبة كل النساء هكذا ...
- واين الغرابة ..؟
كلمة في ساعة من ليل متأخر تبدل الحياة وتغير الإتجاهات وتقتل الطموح ...
دمعة تنزل ولا احد يمد يديه ليمسح على الخدود ويأتي الجلاد عبسا يسأل عن الغفران ....
هل سألت النيل يوما .. من اين اتيت بالماء؟
- لا .....
ولكني الآن على يقيني ازداد يقينا بانها دموع السحيبات في لحظات رحيل ....
فأعمق الجروح واكثرها إيلامنا هي التي يحفرها الوداع في اعماق الروح ...
فالنساء عادة يستعجلن الوداع ظنا غبيا بان القادم احلى .. ولكن القادم عند كل النساء هو ياليتني ......
لأن الجروح تتجاوز الجسد وتستقر عند اطراف الروح تتلاطم عليها كل الأحاسيس ...
...........................
رفعت رأسي ..
هي المرة الأولى منذ سنوات طويلة تلامس فيها عيني عينيها ...
لم يتبدل شي فتنة على فتنة وشيطان مقنع يمسك بتلابيبي ويجرني جرا ...
سألتها :
- حبيبتي ماذا كتبتي على الجدران قبل تُقفل على روحي ابواب السجن ؟
- كتبت ما كنت تتمناه
- وماذا فعلت ؟
- فعلت ما كنت دوما تشتهيه ..
- أأآالان حصحص الحق ؟
لم تجبني ولكنها تمتمت وهي تددور خارجة من مكتبي ....
(انت لسه في عوارتك دي ....!!!!)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق