السبت، 24 أبريل 2010

ذات مرة ...!

(1)

على نفس الجدار كتبت ذات مرة ... وعلى نفسه كتبت انا ذات مرة ...
هي كتبت تراودني عن نفسها وانا يوسف ....

لم تكن الأزياء بشكلها الحالي لتثبت عند الأمير ان كانت من دبر ام عند جيب الساعة .. بل
كنا كما الثعابين تلتصق جلودنا على عوراتنا وتتلون ...

وانا في بيت مولاي سمعت صراخ الأطفال على ناصية الشارع يهتفون (عاش الحب ) ...
مولاي نظر من النافذة المطلة على الشارع .. ابتسم ثم مسح عينيه بمنديل من ورق العُشر
وناداني ....

التفت عليه بكسل وفجأة سالني ...

- ماذا كتبت ؟؟

حاولت جاهدا ان اتذكر نقش احرفي على الجدران ولكن اثار الضرب بكرباج والدها انساني
حتى موقع الجدران ...

- كتبت ردا على ماكتبت

- وماذا كتبت

- كتبت تراودني عن نفسي

- وماذا قلت ..

- اني اخاف الله

وفجأة باغتني بسؤاله اللعين ..

- أأنت كتبت ام قلت ؟؟؟

- وماهو الفرق ؟؟

- ان كنت كتبت فهو من دبر ..

نسيت آلام الكرباج وابتسمت ... ابتسمت لاني تذكرت ام امي ...وهي تقول ابعدو البيضة عن الحجر ...

قاطعني وانا في صمتي ..

- اكمل يابني

- هي هكذا

- كذبت

- ولماذا يامولاي تتهمني بالكذب؟

- ايضا كانت عندي ام امي وكانت تقول .... ماذا تقول يابني ...؟؟؟

- الإنتاية عن الضكر ..

صمت مولاي ساعة كاملة ثم امر جلاده بزجي في سجن لا سنبلة فيه ولا بقرات عجاف ولا
رؤيا صالحة ...

تمددت على ارضية زنزانتي وسافرت عبر الزمن إلى عامنا هذا ...

.......
- الو
- اهلين الومرحبا

من اين تأتي اصوات النساء دافية هكذا ؟؟

من اي ابواب الجحيم تدخل الشياطين إلى الى بيتي وتجبرني لفعل المعصية رغم
طهارتي ......؟؟

مازال الصوت يناديني الو ولكن احب دائما ان اسأل

- اين مولاي ؟
ضحك الصوت ضحكة ساخرة واجابني ..

- ان كنت تقصد مولاي فأن مولاي في الخلوة مع النساء يتدارسون كتاب الله ويتلون
القرآن ..

تنهدت وحمدت ربي لان القرآن ماذال يُتلى ..ثم سألته ..؟

- اهو مولاي رجل عندكم ام إمرأة ؟

ضحك الصوت مرة أخرى ولكنه لم يجب ...

وضعت هاتفي بجواري وتذكرتها عندما كانت تكتب على الجدران ....

تقف كنخلة فارعة الطول .. ترتدي ثوب اسود وترفع يدها فيتدلى ثوبها الى نصف ذراعها
وبأناملها المخضبة تكتب ..

حاولت ان اتذكر ماذا كتبت ولكني لم استطع ... ..

ربما زجاني مولاي في سجنه لانها كانت متزوجة ....؟

او لان ثوبها تدلى ....او .. او .. او لاني كنت فاقد الوعي وانا اقف بجوارها ...

تناولت هاتفي وضربت رقما عشوائيا .. وجاءني صوت من جديد

- الو

- اهلين الو مرحبا ..

- منو معاي ؟

- انا

- صوتك دافي

مرتبكا اغلقت هاتفي وجلست اتذكر عدد النساء في يومي هذا
لا لن اتذكر فأن الذكرى لن تنفع إلا المؤمنين .......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق